جدل سياسي بعد إلغاء تعليم اللغة العربية في المدارس الإسبانية

البرنامج، الذي استمر منذ سنوات دون أي جدل يذكر، شهد تراجعاً في عدد المدارس المشاركة بعد إلغائه في إقليمي مدريد ومورسيا، حيث انخفض عدد المؤسسات بنحو 80 مدرسة. ويؤكد المدرسون ومديرو المدارس أن البرنامج لم يتضمن أي مضمون ديني أو ممارسات مثيرة للجدل، بل ساهم في تعزيز اندماج آلاف التلاميذ من أصول مغربية وتسهيل التواصل بين الإدارات المدرسية والأسر عبر أساتذة ممولين من الحكومة المغربية.
ويأتي قرار الإلغاء في سياق صراعات داخلية بين القوى اليمينية الإسبانية، حيث يستخدم الحزب الشعبي موضوع المغرب والصحراء في خطاباته لشد العصب الانتخابي، مستفيداً من قرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة عام 2027، رغم الانتقادات من الحكومة المركزية التي ترى أن القرار يضر بالتعايش المجتمعي ويغذي خطاب الكراهية، حسب تصريحات وزيرة الإدماج والهجرة “إلما سايز”.
وتؤكد جهات تعليمية وإعلامية إسبانية أن البرنامج لم يكن مكلفاً للميزانية الإقليمية، ويُدار بالتنسيق بين وزارة التعليم الإسبانية والسفارة المغربية منذ أكثر من عشر سنوات، ما يجعل الإلغاء خطوة سياسية بامتياز تتجاوز الإطار التربوي إلى البعد الانتخابي والاستقطابي.
