افتتاح الأبواب المفتوحة للقنصلية المغربية ببولونيا : خطوة نحو تعزيز التواصل مع الجالية

مصطفى قبلاني
في عصر يتسم بالتحديات المتزايدة والضغوطات الحياتية، تظل القنصليات والممثليات الدبلوماسية هي الجسر الذي يربط المواطنين المغاربة في بلدان المهجر بوطنهم الأم. وفي هذا الإطار، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية ببولونيا يوم السبت 21 يونيو 2025، فعاليات “الأبواب المفتوحة” ضمن برنامج “مرحبا” الذي يهدف لدعم الجالية المغربية خلال فصل الصيف.
عرفت هذه المبادرة إقبالاً واسعاً من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالدائرة القنصلية، حيث تم فتح الأبواب لتلبية الطلبات المتزايدة على خدمات القنصلية. تتزايد هذه الطلبات عادةً في فترة الصيف، حيث يفضل العديد من المغاربة في المهجر العودة إلى الوطن لقضاء العطلات وزيارة العائلة. ومن أبرز الخدمات المقدمة خلال هذا اليوم: التصديقات، إنجاز الوكالات الإدارية والعدلية، إصدار شواهد مرتبطة برخص السياقة، وشواهد الخطوبة، بالإضافة إلى إجراءات خاصة بالمتقاعدين للحصول على شواهد تعشير السيارات.
أبدعت القنصلية في إدارة هذا الحدث تحت اشراف السيدة القنصل العام خديجة ندور من خلال توفير بيئة مريحة وسلسة للمواطنين. تم تقديم خدمات سريعة وفعالة تركزت حول حسن الاستقبال، حيث خصص موظفون للمساعدة والتوجيه. ويأتي ذلك كجزء من الالتزام بتعزيز مستوى الخدمات القنصلية وتلبية احتياجات الجالية على أفضل وجه.
لم يكن الهدف من فتح الأبواب مجرد تقديم خدمات قنصلية. بل شمل أيضاً اهتماما خاصاً بالفئات الضعيفة والحساسة، مثل كبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. فتم توفير خدمات توجيه ومرافقة لهم، مما يسهل عليهم فهم الإجراءات ومساعدتهم في إتمام معاملاتهن بشكل ميسر. وهو ما يعكس روح التضامن والمساعدة الذي تميز به هذا الحدث.
بالرغم من هذه الخطوات الإيجابية، تواجه الجالية المغربية في الخارج تحديات عدة، بدءاً من صعوبات التواصل مع الممثليات، وصولاً إلى قلة الوعي بالإجراءات والمعاملات القنصلية. إن تنظيم “الأبواب المفتوحة” يعتبر جزءاً من الجهود المستمرة لتعزيز التواصل وإزالة أي حواجز أو عقبات قد تعيق تلبية احتياجات المغاربة بالخارج.
يتطلب تعزيز الروابط بين الجالية ومؤسسات الوطن استمرارية في التواصل. لا يمكن أن تقتصر المبادرات على فتح الأبواب في مناسبات محددة، بل يجب أن تُبنى برامج دورية تستهدف تعزيز العطاء والاهتمام بالجالية المغربية. إن الجالية جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، ولها حقوق وواجبات تجاه وطنها، مما يفرض على المؤسسات الحكومية الاستثمار في خلق حلول مستدامة لدعم هذه الشريحة.
إن تنظيم الأبواب المفتوحة للقنصلية المغربية ببولونيا ليس مجرد حدث منفصل، بل هو انعكاس للجهود المبذولة من قبل وزارة الخارجية لتعزيز التواصل مع مغاربة العالم وتلبية احتياجاتهم. من خلال مثل هذه المبادرات، يمكن خلق بيئة إيجابية تدفع بالجالية للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وتقوية روابطها مع بلدها.
إن فتح الأبواب وزيادة الوعي بمصالح الجالية هي خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسعادة للمغاربة المغتربين، مما يعزز شعور الانتماء والولاء لوطنهم الأم.